السبت، 23 أبريل 2011

موعـــد مــع ... الـرحـيــــل !



كان يقف هناك في زاوية الحجره
شاردا" مره
و مرتبكا" مرات إخري
فلقد كانت الساعه قد قاربت علي السابعه و النصف
و لم يكن يفصله عن موعده سوي نصف الساعه
و لم يكن قد أتم إستعداده بعد
و لا يزال حائرا"
بل ... و لا يصدق
أحقا" أتي اليوم الذي كان يحلم به ؟
كان كسجين خلف قضبان أخبروه  للتو
 أنه نال عفو ملكي للخروج للحياه مرة إخري
و لكنه شرد مرة إخري ...
ماذا سيحدث ؟
و ماذا سيفعل ؟
و ماذا سيقول ؟
بل و ماذا سيرتدي لتلك المناسبة ؟
و فجأة 
 دقت عقارب الساعه معلنه السابعه و النصف تماما"
كان ذلك كفيل بإيقاظه من شروده 
و كان بمثابة الإنذار الأخير للتحرك
فالمسافه من هنا إلي هناك تستغرق هذا الوقت أو أكثر قليلا"
 هنا ... و في سرعة البرق إنتزع أقرب قميص و معطف إلي يديه
 و خرج من غرفته مسرعا و أختطف مفاتيح سيارته
و هرول مغلقا الباب خلفه و أخذ يقفز درجات السلم و هو يرتدي قميصه
قفزها كطفل صغير حصل أخيرا" علي إذن باللعب مع رفاقه
.... كانت السماء ملبدة بالغيوم
و لكن وجه كان مشرقا" كشمس صحو في صباح يوم من أيام  الربيع
ركب سيارته و القي بالمعطف بجواره و أدار المحرك ... و إنطلق
... أشعل سيجارته
و أدار مشغل الموسيقي في سيارته علي بعض من أنواع  الموسيقي التي كانت هي قد أهدته إياها
و علي أنغام الموسيقي  أخذ يتذكر كيف بدأت العلاقه ,  وكيف كانت حوراتهما سويا و كيف كان أول لقاء بينهما , وكيف كانت تتغيب عنه أحيانا ...
ثم تعود لتمليء قلبه و دنيته بهجة و سعادة و سرور ... و أيضا" أخذ يتذكر كيف كانت نظراتها و ضحكاتها  و إيماءاتها ... كان يحفظ كل ذلك عن ظهر قلب
و كيف لا فهي بكل تفاصيلها و حركاتها و خلاجاتها محفورة في قلبه منذ اللحظه التي إلتقي بها ...
كان يبدو للناظرين
 كرجل هبط من كوكب أخر كوكب يسمي " كوكب السعاده " ,
لقد  كان هائما في ذكراها علي أصوات الموسيقي ... الموسيقي  التي تحولت فجأة إلي زئير و حشرجة شاذه لاتتناسب بالمره مع تلك السيمفونيه المبهره من الذكريات , والتي جعلته يهبط فجأة علي أرض الواقع  ...
كان ذلك الصوت هو صوت محرك السيارة يعلن عن نفسه و عن تدخله المستفز و تحديدا" في ذلك التوقيت , محاولة منه ليفسد تلك الأمسيه المنتظره , و أبت السيارة بعد محاولات عده أن تتحرك قيد أنمله ...
 إلا أنه لم يُعـِر ذلك إهتماما"
 فأغلق السيارة و أخذ يجري مسرعا" , فلم يكن هناك ما يفصله عن المكان المنشود سوي أن يعبر الكوبري للجهة المقابله من النيل حتي يصل إلي ...
إلي الكازينو , كانت السماء تمطر بشده , إلا أنه من فرط لهفته و سعادته لم يدرك ذلك , فقد كانت كل خطوة يخطوها أشبه بنكزة للإستيقاظ من الحلم إلي الحقيقه  ...
 الحقيقه ألتي طالما  إشتاق إليها كشوق الصحراء إلي أمطار السماء
و ها هو ذا أمام الكازينو , نظر إلي ساعته ...
 كانت قد قاربت علي الثامنه , فأخذ يُعدل من ملابسه التي
أصابها البلل ثم دخل الكازينو
 فإستقبلته النادله بإبتسامة لطيفه  قائله : مرحبا يا سيـ
لم يتنظر حتي تكمل عبارتها
 بل أخبرها علي الفور : هناك حجز بإسم ( ثم أخبرها بإسمه )
فإبتسمت مره إخري وهي توميء براسها
 ثم قادته إلي طاوله معده لشخصين تطل مباشرة علي النيل ...
ثم قالت : سيدي ... هل تريد شيئا" الأن أم أنتظر ...؟
أجابها و هو ينظر إلي ساعته : أجل أريد فنجانا" من القهوه و كوبا" من عصير البرتقال
نظرت إليه النادله بإندهاش ثم نظرت للكرسي الأخر أمامه ثم لم تلبث أن إنصرفت لتحضر له ما يريد 
مره إخري نظر إلي ساعته متعجبا" من بطيء حركة عقاربها, كانت الثامنه إلا دقيقتان , و يا لهما من دقيقتان
... ثم أخذ ينظر إلي النيل و يبتسم و يفكر
قطعت النادله حبل أفكاره و هي تضع المشروبات أمامه ... ثم إنصرفت علي الفور
فنظر إلي باب الكازينو ثم نظر إلي ساعته مره إخري ... و أخيرا"
كانت عقاربها تشير إلي تمام الثامنه
في تلك اللحظه أخرج حافظته
ثم وضعها أمامه مباشرة
و وضع كوب العصير بجوارها
ثم فتحها
لقد كانت هي هناك
و كانت تنظر له
كانت هناك في الصوره التي تتوسط حافظته
 صورتها فحسب
... و كانت  تبتسم
فإبتسم لها ... و أطلق للسانه العنان
و أخذ يتحدث إليها
و يحكي لها ...
 و يخبرها عن أشياء و أشياء ... ... و أشياء
كان يتحدث إليها بحماسه كالطفل
و بلهفه  كــ ... المجنون
و كانت هي تنظر إليه ...
و هي لازالت تبتسـم
فقط ... تبتـسم .................... !!!!!!

.

الأربعاء، 13 أبريل 2011

معقول فيه حد في الدنيا مبيحبش فيروز !؟





فلاش بـــــــــــــــاك


كنت في الصف الأول الإعدادي تقريبا"
و كانت تلك هي الجمله التي قلتها لأخي الذي يكبرني بسنتين  بعد أن مل من كثرة سماعي لفيروز  وشبه إحتكاري لجهاز الكاسيت  أثناء المذاكره
و كان كلما أراد أن يستبدل فيروز أو منير أو الحجار ( اللي كرههم بسببي طبعا ) بأي من عمرو دياب أو  فؤاد أو غيرهم كنت أقول له مستنكرا"
( يا راجل هوه فيه حد في الدنيا مبيحبش فيروز ) !؟
لأني و بكل المقاييس الفكرية لي أّنذاك كنت أؤمن بأنه
لا يـُـعقل و من غير المنطقي أن يوجد من لا يحب صوت فيروز سواء كان كبيرا" أم صغيرا"  , جاهلا" أو مثقفا"
و لكنه من شدة غيظه قال لي ذات مره 
( إنته ليه حاسس إن كل الناس المفروض تحب صوتها و أغانيها زيك كده ؟! , ما يمكن أنا مثلا مش شايف إن صوتها حلو بالمره ولا و ساحر ولا حاجه و يمكن أكون شايف إن صوتها وحش جدا كمان )
هذه الجمله
 إستوقفتني
 و جعلتني أفكر ... و لكنه  ليس تفكيرا" علي مستوي الأذواق و إختلافها و ... ألخ
 لكن تفكيرا" أعمق بكثير
فلقت حدثت نفسي و قلت
(  كلامه صحيح و منطقي , طب ما مثلا يعني  يمكن كمان اللون إللي أنا بشوفه و بقول عليه  أحمر يكون هوه شايفه بعنيه  لون تاني خالص بس بيقول عليه أحمر برضوا  )
.
.
تلك كانت هي بداية رحلتي مع ... الطرطشـــــات الفكـــريه  ........................................
.
.